حمل خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ألقاه بسطيف بمناسبة الذكرى الـ٦٧ لمجازر (٨ ماي ١٩٤٥)، الكثير من الرسائل المشفرة للشعب الجزائري وأهمها ضرورة ترك المجال لجيل الاستقلال لتبوء المناصب العليا وقيادة البلاد بعد ٥٠ سنة من حكم جيل الثورة أو الشرعية الثورية.
وفضل الرئيس الخروج عن الخطاب الرسمي لتبليغ الكثير من التوجيهات والآراء والمواقف من خلال تذكيره جيل الثورة بضرورة تسليم المشعل للشباب، وهذا بالتخلي عن حب الذات والأنانية التي قد تتسبب في مآس للبلاد والعباد.
وقال الرئيس بصريح العبارة «عاش من عرف قدره» في صورة معبرة عن ضرورة التخلص من تقديس الأشخاص وربط مستقبل البلاد بشخص الرئيس، ورفع مستوى التفكير للحديث عن الوطن، وعدم التخوف من التغيير من خلال بناء المستقبل بصفة جماعية لأن التفكير الفردي لن ينفع في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
واعتبر الرئيس مواقفه هذه بالواقعية والتي لا تحمل أي نكران لما قام به جيل الثورة طيلة فترة حكمه موضحا بأنهم عملوا وشيدوا، وأشار إلى من يتحدث عن المحاسبة ويتبجح بها وقال لهم «..من يريد المحاسبة عليه أن يتقبل المحاسبة أولا»، في رسالة للذين يسودون كل شيء ويزرعون السلبية .
ودعا بوتفليقة الشباب إلى تحضير نفسه والتأهب للتحديات المستقبلية التي تتميز بانتشار قوى الشر والتربص بمصالح ومكاسب الجزائر وهو المحور الذي حاول الرئيس بوتفليقة شرحه وتثبيته في أذهان الجميع من خلال حديثه عن ضرورة التخلي عن إتباع السكنات والوظائف والتفكير قليلا في الصالح العام.
وفي سياق حديثه عن الانتخابات التشريعية التي جاءت بعد جملة الإصلاحات، فقد وقف الرئيس عند التحولات الوطنية والدولية والتي تحتم المشاركة بقوة قبل اختيار من يمثل الشعب لأن هذه الانتخابات أكبر من أن تكون جسرا للمرور للبرلمان وما يحدث في روسيا والبحرين واليونان ومصر كفيل بان يجعلنا نختار التصويت من أجل الجزائر والتصدي للحملات التي تنتظر إعلان النتائج لتوجيه سمومها للجزائر .